لحظات من الأحلام
خرجت أحلام تستنشق الهواء وتركت قدميها تأخذها حيث تشاء بين الحقول الخضراء وأشجار العنب المثمرة وهي شاردة الذهن مستغرقة في أحلامها والنسيم يداعب شعرها فيطير عائدا مرة أخرى على خديها . تقف عندشجرة التوت التي طالما أكلت منها وهي صغيرة . تأملت النهر وصوت الماء مع زقزقةالعصافير كألحان العندليب الذي عشقت صوته أعجبها المنظر فجلست تحت الشجرة تتأمل جريان الماء وفجأة سمعت صوتا من خلفها يناديها. تقول لنفسها : هذا الصوت أعرفه .. ثم التفتت فإذا به حبيبهاحسن واقف أمامهايقول :- أنت هنا وأنا أبحث عنك.- من ؟.. أنت ؟ مستحيل .. كيف أتيت إلى هنا وكيف عرفت بلدتي ومن دلك على عنواني ؟ لا لا ربما أحلم.- عزيزتي دعك من كل هذه الأسئلة . المهم أني هنا معك جئت لأراك ولأطمئن عليك .تكاد تبكي من السعادة . تتأمله بلهفة و تسأله عن أخباره فيطمئنها قائلا :- بلدتكم جميلة ، ولكن أخبريني لماذا أنت هنا وحدك في هذا المكان الشاعري- كنت أحلم بسماع صوتك .ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة :
- وهل هناك أحلام في النهار ؟و بنظره خجولة ترد :
- نعم أنا أحلام النهار.حسن يضحك حسن ويسألها :
- وكيف ؟- لا أملك سوى الأحلام فأحلامي بلا حدود ولا أسوار ولا قيود أفعل ما أشاء وأسافرحيث أشاء وأسكن حيث أشاء لا أحد يمنعني أو يعارضني.
-معك حق ما أجمل أحلامك. ينظر حسن إلى الساعة قائلا :حبيبتي بدأ ت الشمس تغرب ألن تذهبي للبيت ؟ يجب أن أغادر و سأعود مرة أخرى غدا لأراك ونكمل حديثنا. تحس أحلام بسعادة غامرة وتسأل :
- حقا ستأتي؟- ولم لا ؟ هل نسيت أن الأحلام بلا حدود .. بل أنا معك بكل لحظة حبيبتي.
تودعه ملوحة بيدها و تتابع سيارته بعينيها حتى اختفت بعيدا .
الجزء الثاني
لقاء على ضفاف نهر الأحلام
استيقظت أحلام في الصباح كالعادة . فتحت نافذتها لتشاهد منظر الشمس وهي تشرق منظر جميل .. سبحان الخالق المبدع ثم أخذت تستنشق نسيم الصبح العليل المعطر بروائح أزهار شجر الفواكه المتفتحة في الربيع . قاطعتهاأفكارها فقررت القيام برحله إلى المدينة . لديها أسرة كبيرة ومعارف وصديقات يحبونهاولكنها تفضل دائما الوحدة والهدوء . أسرعت بارتداء الملابس المناسبة ودائما ما كانت تحب الألوان الهادئة. رفضت أن يقوم بتوصيلها أحد بالسيارة وقررت أن تسافر بشاحنةالركاب لتجدد بعض الذكريات الجميلة التي كانت من أجمل أيام حياتها . استقلت الشاحنة .وأثناء الرحلة لاحظت أن شابا يجلس بالقرب منها ينظر إليها باهتمام شديد . التفتت إلى الجهة الأخرى وكأنها تريد الهروب من نظرات ذلك الشاب ثم عادت والتفتت إليه لتجده مازال يتأملها . أحمر وجهها خجلا ثم استجمعت شجاعتها وراودتها فكرة توبيخه بكلمات لعله يكف عن مضايقتها بنظراته الطويلة . التفتت إليه فإذا به يقف لكي يغادر لأن محطته كانت القادمة . وتنفست بعمق قائله : الحمد لله . تتابع النظر من النافذة فيتوقف السائق . تتذكرأن هذه بلدة صديقة قديمة لها تتمنى أن تراها . أخذت تمعن النظر بالأشخاص الواقفين عندالمحطة لعلها تشاهد أحدا تعرفه .وقعت أنظارها على ثلاثة من الشباب واقفين . ظنوا أنهاتنظر إليهم أخذ الشاب الأول يغمز لها بعينه والثاني يبعث لها بقبلات في الهواء وأماالثالث فكان يعانق الهواء . أدارت وجهها وهي تخفي ضحكاتها المليئة بالشفقة على الشباب وتذكرت أخويها. لقد أكملا كل منهما دراسته في الجامعة ، ويبحثان عن عمل لكنهما لم يجدا غير الزراعة ، فهي مهنة من لا مهنة له . تنظر إلى ساعة يدها .. لقد مضى نصف ساعة .تسمع صوت قاطع التذاكر ينادي.. مدت يدها لتعطيه النقود . تبسم قائلا : هل تتذكرينني أحلام ؟ ..تبسمت هي الأخرى .. نعم رغم مرور سنين طويلة أنت إنسان طيب القلب .. يشكرها . وأنت كيف أخبارك وأخبار زميلات الدراسة القدامى .. بلغيهم سلامي .. غمرتها السعادة لرؤية هذا الشخص الطيب .. فقد كان يعاملهن مثل أخواته طوال سنوات الدراسة الطويلة . شعرت كأنها عادت إلى الماضي الجميل . فجأة توقفت الشاحنة . فقد وصلت إلى المدينة . أسرعت بالنزول منهاوكأنها تجري . قررت أن تصل إلى النهر الكبير ماشية لتستمتع بمشاهدة شوارع المدينةالتي اشتاقت إليها . أحست بأن لها جناحين تطير بهما وقلبا يرقص فرحا وصلت إلى النهروابتسمت له كأنه شخص تعرفه وتريد أن تتحدث معه فتحت زراعيها تعانق هوائه لتشعر بنشوة عارمة وكأنهما عشيقان صعدت إلى إحدى المراكب المتوقفة على ضفاف النهر. وفي أسعداللحظات الجميلة وقبل أن تغادر المركب ، إذا بها تسمع أجمل صوت يناديها . تحدث نفسها: نعم إنه هو . لكن كيف عرف أنني هنا وأنا لم أخبرأحدا عن مكاني - لن أسأله عن شيء .يكفيني أنني أراه. من بعيد يجري حسن نحوها و يقترب منالمركب ، ثم يصعدا إليه . يسلم عليها قائلا : --- اشتقت إليك كثيرا أنا سعيد لأني وجدتك.أحلام لم تتكلم كالعادة . أخذت تتأمله وابتسامتها ترسم على وجهها لوحة جميلة تعبرعما تريد قوله دون أن تنطق.حسن :أصبحنا في وسط النهر ألست خائفة ؟أحلام : لا .. مستحيل أن أخاف وأنا معك .يداعبها حسن قائلا : وما ذا لو أخبرتك أني لاأعرف فن العوم ؟تظهر أحلام ابتسامتها الخجولة قائله : لاتخف سأعلمك العوم .يضحك حسن فتضحك الدنيا من حولها و تحسدنفسها على ما هي فيه من السعادة : " لقد كنت أحلم فقط بمكالمة هاتفية .. والآن هو معي أنا وحدي يا الهي!
حسن : هل تحبين النهر؟أحلام : نعم ولكن ليس أكثر من حبي لك . لدينا نهر ببلدتنا .. نفس النهر ولكنه هناأكبر.ينظر إليها حسن بعينيه الساحرتين ويخبرها بأنه سوف يمكث بالمدينة أسبوعا ، وطلب منها أن تأتي إلى موقع التصوير لتشاهده فقد ان يعمل ممثلا سينمائيا أحلام : صحيح أسبوع ؟ أنا سعيد بهذا الخبر.. سوف أحضر إليك حتما.حسن : حان الوقت للعودة .. فلدي موعد حبيبتي . سامحيني كنت أودالبقاء أكثر.تقاطعه أحلام : أنا أعرف ظروف عملك وأتمنى لك النجاح والتوفيق.يغادر حسن وهو بشوش كالعادة . وتتابعه نظراتها بدمعة فرح تطل من عينيها.يلوح لها حسن مرة أخيرة ويختفي .تلتفت أحلام حولها وتدرك أنه حان وقت عودتها للمنزل. تلملم لحظات السعادة التي عاشتها معه لتعود أدراجها إلى البلدة [size=16]يتبع
خرجت أحلام تستنشق الهواء وتركت قدميها تأخذها حيث تشاء بين الحقول الخضراء وأشجار العنب المثمرة وهي شاردة الذهن مستغرقة في أحلامها والنسيم يداعب شعرها فيطير عائدا مرة أخرى على خديها . تقف عندشجرة التوت التي طالما أكلت منها وهي صغيرة . تأملت النهر وصوت الماء مع زقزقةالعصافير كألحان العندليب الذي عشقت صوته أعجبها المنظر فجلست تحت الشجرة تتأمل جريان الماء وفجأة سمعت صوتا من خلفها يناديها. تقول لنفسها : هذا الصوت أعرفه .. ثم التفتت فإذا به حبيبهاحسن واقف أمامهايقول :- أنت هنا وأنا أبحث عنك.- من ؟.. أنت ؟ مستحيل .. كيف أتيت إلى هنا وكيف عرفت بلدتي ومن دلك على عنواني ؟ لا لا ربما أحلم.- عزيزتي دعك من كل هذه الأسئلة . المهم أني هنا معك جئت لأراك ولأطمئن عليك .تكاد تبكي من السعادة . تتأمله بلهفة و تسأله عن أخباره فيطمئنها قائلا :- بلدتكم جميلة ، ولكن أخبريني لماذا أنت هنا وحدك في هذا المكان الشاعري- كنت أحلم بسماع صوتك .ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة :
- وهل هناك أحلام في النهار ؟و بنظره خجولة ترد :
- نعم أنا أحلام النهار.حسن يضحك حسن ويسألها :
- وكيف ؟- لا أملك سوى الأحلام فأحلامي بلا حدود ولا أسوار ولا قيود أفعل ما أشاء وأسافرحيث أشاء وأسكن حيث أشاء لا أحد يمنعني أو يعارضني.
-معك حق ما أجمل أحلامك. ينظر حسن إلى الساعة قائلا :حبيبتي بدأ ت الشمس تغرب ألن تذهبي للبيت ؟ يجب أن أغادر و سأعود مرة أخرى غدا لأراك ونكمل حديثنا. تحس أحلام بسعادة غامرة وتسأل :
- حقا ستأتي؟- ولم لا ؟ هل نسيت أن الأحلام بلا حدود .. بل أنا معك بكل لحظة حبيبتي.
تودعه ملوحة بيدها و تتابع سيارته بعينيها حتى اختفت بعيدا .
الجزء الثاني
لقاء على ضفاف نهر الأحلام
استيقظت أحلام في الصباح كالعادة . فتحت نافذتها لتشاهد منظر الشمس وهي تشرق منظر جميل .. سبحان الخالق المبدع ثم أخذت تستنشق نسيم الصبح العليل المعطر بروائح أزهار شجر الفواكه المتفتحة في الربيع . قاطعتهاأفكارها فقررت القيام برحله إلى المدينة . لديها أسرة كبيرة ومعارف وصديقات يحبونهاولكنها تفضل دائما الوحدة والهدوء . أسرعت بارتداء الملابس المناسبة ودائما ما كانت تحب الألوان الهادئة. رفضت أن يقوم بتوصيلها أحد بالسيارة وقررت أن تسافر بشاحنةالركاب لتجدد بعض الذكريات الجميلة التي كانت من أجمل أيام حياتها . استقلت الشاحنة .وأثناء الرحلة لاحظت أن شابا يجلس بالقرب منها ينظر إليها باهتمام شديد . التفتت إلى الجهة الأخرى وكأنها تريد الهروب من نظرات ذلك الشاب ثم عادت والتفتت إليه لتجده مازال يتأملها . أحمر وجهها خجلا ثم استجمعت شجاعتها وراودتها فكرة توبيخه بكلمات لعله يكف عن مضايقتها بنظراته الطويلة . التفتت إليه فإذا به يقف لكي يغادر لأن محطته كانت القادمة . وتنفست بعمق قائله : الحمد لله . تتابع النظر من النافذة فيتوقف السائق . تتذكرأن هذه بلدة صديقة قديمة لها تتمنى أن تراها . أخذت تمعن النظر بالأشخاص الواقفين عندالمحطة لعلها تشاهد أحدا تعرفه .وقعت أنظارها على ثلاثة من الشباب واقفين . ظنوا أنهاتنظر إليهم أخذ الشاب الأول يغمز لها بعينه والثاني يبعث لها بقبلات في الهواء وأماالثالث فكان يعانق الهواء . أدارت وجهها وهي تخفي ضحكاتها المليئة بالشفقة على الشباب وتذكرت أخويها. لقد أكملا كل منهما دراسته في الجامعة ، ويبحثان عن عمل لكنهما لم يجدا غير الزراعة ، فهي مهنة من لا مهنة له . تنظر إلى ساعة يدها .. لقد مضى نصف ساعة .تسمع صوت قاطع التذاكر ينادي.. مدت يدها لتعطيه النقود . تبسم قائلا : هل تتذكرينني أحلام ؟ ..تبسمت هي الأخرى .. نعم رغم مرور سنين طويلة أنت إنسان طيب القلب .. يشكرها . وأنت كيف أخبارك وأخبار زميلات الدراسة القدامى .. بلغيهم سلامي .. غمرتها السعادة لرؤية هذا الشخص الطيب .. فقد كان يعاملهن مثل أخواته طوال سنوات الدراسة الطويلة . شعرت كأنها عادت إلى الماضي الجميل . فجأة توقفت الشاحنة . فقد وصلت إلى المدينة . أسرعت بالنزول منهاوكأنها تجري . قررت أن تصل إلى النهر الكبير ماشية لتستمتع بمشاهدة شوارع المدينةالتي اشتاقت إليها . أحست بأن لها جناحين تطير بهما وقلبا يرقص فرحا وصلت إلى النهروابتسمت له كأنه شخص تعرفه وتريد أن تتحدث معه فتحت زراعيها تعانق هوائه لتشعر بنشوة عارمة وكأنهما عشيقان صعدت إلى إحدى المراكب المتوقفة على ضفاف النهر. وفي أسعداللحظات الجميلة وقبل أن تغادر المركب ، إذا بها تسمع أجمل صوت يناديها . تحدث نفسها: نعم إنه هو . لكن كيف عرف أنني هنا وأنا لم أخبرأحدا عن مكاني - لن أسأله عن شيء .يكفيني أنني أراه. من بعيد يجري حسن نحوها و يقترب منالمركب ، ثم يصعدا إليه . يسلم عليها قائلا : --- اشتقت إليك كثيرا أنا سعيد لأني وجدتك.أحلام لم تتكلم كالعادة . أخذت تتأمله وابتسامتها ترسم على وجهها لوحة جميلة تعبرعما تريد قوله دون أن تنطق.حسن :أصبحنا في وسط النهر ألست خائفة ؟أحلام : لا .. مستحيل أن أخاف وأنا معك .يداعبها حسن قائلا : وما ذا لو أخبرتك أني لاأعرف فن العوم ؟تظهر أحلام ابتسامتها الخجولة قائله : لاتخف سأعلمك العوم .يضحك حسن فتضحك الدنيا من حولها و تحسدنفسها على ما هي فيه من السعادة : " لقد كنت أحلم فقط بمكالمة هاتفية .. والآن هو معي أنا وحدي يا الهي!
حسن : هل تحبين النهر؟أحلام : نعم ولكن ليس أكثر من حبي لك . لدينا نهر ببلدتنا .. نفس النهر ولكنه هناأكبر.ينظر إليها حسن بعينيه الساحرتين ويخبرها بأنه سوف يمكث بالمدينة أسبوعا ، وطلب منها أن تأتي إلى موقع التصوير لتشاهده فقد ان يعمل ممثلا سينمائيا أحلام : صحيح أسبوع ؟ أنا سعيد بهذا الخبر.. سوف أحضر إليك حتما.حسن : حان الوقت للعودة .. فلدي موعد حبيبتي . سامحيني كنت أودالبقاء أكثر.تقاطعه أحلام : أنا أعرف ظروف عملك وأتمنى لك النجاح والتوفيق.يغادر حسن وهو بشوش كالعادة . وتتابعه نظراتها بدمعة فرح تطل من عينيها.يلوح لها حسن مرة أخيرة ويختفي .تلتفت أحلام حولها وتدرك أنه حان وقت عودتها للمنزل. تلملم لحظات السعادة التي عاشتها معه لتعود أدراجها إلى البلدة [size=16]يتبع