في محكمة الاسرة:
القاضي.. في قفص الاتهام!
السكرتيرة تطلب إثبات نسب رضيعها لمطلقها القاضي!
تحقيق:هبة عبدالرحمن
»» القاضي الذي يحكم بين الناس هو في النهاية إنسان قد يكون يوما طرفا في مشكلة ويقف أمام قاض آخر يحكم بينه وبين خصمه!
تماما مثلما حدث في هذه القضية.. الزوج قاض.. أقامت ضده طليقته دعوي أمام محكمة الأسرة بمصرالجديدة تطلب في نهايتها إثبات نسب رضيعها إليه بعد أن أنكر الاب طفله مدعيا أنه لم يتزوج أصلا من المدعية!
كنا هناك داخل المحكمة وتابعنا أحداث هذه القضية!«
وقفت الزوجة تقول امام محكمة الاسرة.
جئت إلي الدنيا لأجد نفسي بين أحضان أسرة ميسورة الحال.. والدي رجل أعمال يسعي لتأمين مستقبلي ومستقبل أشقائي الثلاثة الذين يصغروني سنا.. أما والدتي فقررت أن تترك عملها كموظفة في إحدي الشركات الخاصة.. حتي تتولي مسئولية تربيتنا!
تخرجت في كلية التجارة الخارجية والتحقت سكرتيرة بشركة كبري ومرت السنوات لم أفكر في أي شيء سوي عملي.. حتي جاء اليوم الذي دق فيه قلبي. عندما شاهدت رجلا وقورا يكبرني بخمس سنوات علمت أنه يعمل قاضيا.. فرحت كثيرا لأنني أعلم أنهم علي قدر كبير من الإنسانية والعقل تقدم إلي خطبتي.. شعرت بسعادة بالغة.. خاصة أنه هوالآخر كان من اسرة ميسورة لاتقل عن مستوي أسرتي في شيء وتمت الخطوبة التي استمرت عامين.. احيانا كنت احتار في تبرير تصرفاته لكن دائما كنت اعذره لحساسية عمله.. وتم الزواج الذي كان في شهر نوفمبر ٦٠٠٢ ولم يمر سوي شهر واحد علي الزواج أو أقل منه بأيام.. حتي وقع الطلاق بيننا. بعد أن اكتشفت أن زوجي لايمكن أن أتحمله.. فقد كان عصبي المزاج إلي درجة كبيرة تصل الي حد أنه قام بضربي علقة ساخنة بعد الزواج بأسبوع!
>>>
وتمضي الزوجة.. قائلة:
لم تكن هي النهاية ولكن شهر واحد فوجئت به يتصل بي تليفونيا ويخبرني
أنه يريد العودة لي مرة أخري. لأنني لم ازل زوجته وفي عصمته وبالفعل عدت إليه بعد أن شعرت بمرارة لقب مطلقة لعدة أيام رغم أنني عروس في شهرالعسل!
وعاشرني زوجي معاشرة الازواج بعد أن صدقت كلامه.. وظنا من أنني زوجته.. لكن بعدها بفترة قليلة دب خلاف جديد بيننا. قام علي أثره بطردي من منزل الزوجية!
فقد شعرت بالجنين يتحرك في أحشائي وابلغت الاسرة طليقي بأني حامل في طفله الاول.. لكن من شدة قسوته ادعي أنه ليس ابنه ولن يكتبه باسمه وأهانني في شرفي!
اعتقدت أنها لحظة غضب وسوف تمر. وانتظرت حتي أنجبت ابني الذي يبلغ من العمر عامين.. وأسرعت به إلي أسرته.. إلا أنه رفض مقابلتي وأكد أنني لست زوجته والرضيع ليس ابنه!
في صباح اليوم التالي حملت طفلي إلي دار الافتاء المصرية وسألتهم واعطوني فتوي بأن الولد ابنه ومنه ذهبت الي محكمة الاسرة بمصر الجديدة.. وأقمت دعوي إثبات نسب طفلي إلي طليقي!
>>>
وأمام الطب الشرعي حضر الزوج القاضي والزوجة والطفل الرضيع وكان التقرير الذي حمل شعاع الامل والسعادة للزوجة »ا« حيث أكد تقرير الطب الشرعي بعد اجراء التحاليل أن الطفل هو ابن المدعي عليه - الزوج.
وقد تم تأجيل الجلسة الي اخر سبتمبر للنطق بالحكم.. صدر القرار برئاسة المستشار صفوت أبو
الخير.. وعضوية المستشارين وائل مصطفي كامل وسمير سكر بأمانة سر محمد محيي